بينما تسارع دول ومنظمات لإرسال إعانات بشكل عاجل للسودان جرّاء الفيضانات التي عمت معظم الولايات، لا تزال كارثة السيول تحصد مزيدًا من الضحايا مخلفة خسائر عدة في الممتلكات والأرواح، فيما حذر والي «النيل الأزرق» من وقوع كارثة حقيقية.
وأعلنت السلطات السودانية اليوم الاثنين عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 114 شخصًا و54 مصابًا، بينما "بلغت جملة المنازل المتضررة 83 ألفًا و516، بينها 32 ألفًا و964 انهار بشكل كلي، و50 ألفا و552 انهار بشكل جزئي.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية السودانية أنّ الخسائر شملت أيضًا تضرر 43 ألفا و425 فدانًا زراعيًا، ونفوق 5 آلاف و482 من المواشي.
تحذير من كارثة حقيقية
في سياق متصل، حذر عبدالرحمن نور الدائم محمد توم والي ولاية النيل الأزرق من أن الولاية معرضة لوقوع كارثة حقيقية ما لم تصل إليها المساعدات اللازمة والعاجلة في أسرع وقت .
ووجه نداء عاجلا للحكومة الإتحادية مطالبا الإسراع بترحيل أكثر من (120) طنا من مواد الإغاثة من مفوضية العون الإنساني للولاية عبر الجسر الجوي .
وأكد على حاجة الولاية الملحة للمعونات والمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية العاجلة، مشددًا على ضرورة العمل على تسريع خطوات الأداء لمعالجة انجراف الطريق القومي بأسرع ما يمكن.
وقال إن انجراف الطريق القومي بمنطقة ود النيل يمثل مهدداً حقيقياً لعجلة الاستقرار بالولاية داعيا وزارة المالية الإتحادية للتصديق بمبلغ (160) ألف دولار عبارة عن المخصصات المالية المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الخاصة بإجراء الإصلاحات اللازمة بسد بوط.
وصول مساعدات من البحرين
ووصلت اليوم أول طائرة مساعدات من مملكة البحرين بتوجيهات من الملك للمتضريين من السيول والفيضانات حملت مساعدات طبية وادوية حالات الطوارئ والمستلزمات الطبية من تحاليل وجراحية لحوجة المستشفيات .
وبحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا) كان في استقبال الطائرة بمطار الخرطوم وزير الصحة المكلف الدكتور أسامة محمد عبدالرحيم ووزيرة العمل لينا الشيخ ومفوض العون الإنساني الدكتور عباس فضل الله والقائم بالأعمال البحريني لدى السودان عبد الله ربيعة سعيد.
وأعرب وزير الصحة في تصريح صحفي عن شكره لحكومة وشعب البحرين مؤكدا على متانة العلاقات التي تربط البلدين وقال "نحن نقدم كل تقدير لاخوتنا العرب وتقديرنا الخالص للبحرين بالإسراع لايصال المساعدات ونأمل استمرار العلاقة بين البلدين والعمل على تطويرها".
من جانبها، قالت وزيرة العمل: "نحن اليوم سعدنا باستقبال طائرة البحرين الشقيقة وباسم الحكومة الانتقالية نشكر مملكة البحرين على تواصلها ودعمها المستمر للشعب السوداني".
بدوره قال الدكتور مصطفي السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية الإنسانية بمملكة البحرين إن وصول الطائرة بتوجيهات من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وأشاد بالأعمال الانسانية التي قامت بيها حكومة وشعب السودان تجاه محنتهم من السيول والفيضانات. كما نقل تعازي ملك البحرين إلى ضحايا الفيضانات مؤكدًا أن بلاده تدعم السودان في كافة المحن .
والثلاثاء الماضي، خصصت وزارة المالية السودانية أكثر من 150 مليار جنيه لتخفيف آثار الفيضانات، فيما أعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية أن مناسيب النيل بدأت في الانخفاض التدريجي.
وأكدت الدكتورة هبة أحمد علي وزيرة المالية وقوف وزارتها مع المتأثرين من الفيضانات التي ضربت البلاد، معلنة تخصيص أكثر من ١٥٠ مليار جنيه لتخفيف آثار الفيضانات عبر الدفاع المدني، بجانب٣٣ مليار جنيه تم تخصيصها لوزارة الصحة لمواجهة الاحتياجات الصحية الطارئة.
وأوضحت أنّ الوزارة عقدت اجتماعات مع المانحين، للمساهمة في درء آثار الفيضانات، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل بتنسيق تام مع غرفة الطوارئ القومية.
وفي الخامس من سبتمبر الجاري، أعلن مجلس الدفاع والأمن السوداني، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، لمواجهة السيول والفيضانات، واعتبارها "منطقة كوارث طبيعية". وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت عددًا من الولايات السودانية.
وسارعت دول ومنظمات لإرسال إعانات بشكل عاجل، ومن بينها مصر والإمارات والسعودية والأمم المتحدة، فيما نشطت مبادرة نفير الشعبية ولجان المقاومة في مساعدة متضرري الفيضانات.
وغمرت المياه أكثر من 80 % من بساتين الفاكهة والخضراوات على شريط النيل الأزرق، وتضررت العديد من المحصولات النقدية المهمة التي يعتمد عليها السكان المحليين بشكل أساسي في مداخيلهم.
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية بالسودان من يونيو، ويستمر حتى أكتوبر، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد سنويا فيضانات وسيولا واسعة.